يقع سؤال بناء الفروع والأحكام على المقاصد في قلب البحث المقاصدي المعاصر، وهو من أهم أسئلة المقاصد في عصرنا إن لم يكن أهمها على الإطلاق، بل إن كثيرًا من المعاصرين حين يدرسون علم المقاصد ويبحثون في موضوعاته، فإن مركز نظرهم مصوبٌ نحو كيفية بناء المقاصد لتكون قاعدة تُبنى عليها الاجتهادات الفقهية في الفتاوى والنوازل والمستجدات المعاصرة. وقد سعى هذا الكتاب في الإجابة عن هذا السؤال باستقراء طريقة الفقهاء في إعمال المقاصد في الفروع، وملاحظة أثر المقصد على الأحكام في نظرهم الفقهي في الأبواب كافة، إذْ لا بد من إدراك حقيقة البناء الفقهي كما هو، وهذا لا يمكن دون استقراءٍ يلاحظ مفصل الفروع في الأبواب كافة. من هذا المنطلق، جاءت فكرة هذا الكتاب، وذلك بعرضه لأثر المقاصد على الأحكام والفروع الفقهية في نظر الفقهاء السابقين، ثم جمع من تلك الفروع المتفرقة جوابًا مركّبًا عن هذا السؤال يمكن معه تحصيل طريقة الفقهاء في بناء الأحكام على المقاصد، ثم تناول بعد ذلك سؤالًا آخرَ هو وليد سؤال بناء الفروع على المقاصد وثمرته، وهو تغيّر الحكم لتغيّر مقصده، تلاه النظر في إجابة المعاصرين عن هذا السؤال.