لما كان الوحي هو المصدر الأول الذي انبثقت عنه العلوم الإسلامية أدى ذلك إلى فكرة وحدة المعارف والعلوم، وانبناء بعضها على بعض، ولذلك أصبح التعاون بين العلوم الإسلامية ضرورةً معرفيّةً في الاتجاهات البحثية القديمة والمعاصرة، وتأكَّد التداخلُ المعرفيُّ بينها والنظرُ إليها بمنظور التكامل والتعاون.
وعلم التربية الإسلامية من العلوم الأصيلة لدى المسلمين إلا أن حدودَ هذا العلم، وموضوعاتِه، ومنهجَ بنائه، والبحث فيه، وقواعده التي تضبطه؛ ليست واضحة مثل غيره من العلوم الإسلامية، وذلك عائد إلى قلة وحداثة الكتابة العلمية في هذا المجال.
ولذا فإن من الضروري الاستفادة من البناء المعرفي لعلوم الشريعة بما يخدم البناء المعرفي لعلم التربية الإسلامية، وهذا هو ما تكفلت به هذه الدراسة، حيث سعت في التأسيس للبناء المعرفي لعلم التربية الإسلامية في ضوء علاقته بعلوم الشريعة، وذلك من خلال التعرّف إلى البناء المعرفي لعلم التربية الإسلامية في أدبياته المعاصرة، وإبراز العلاقة المعرفية بين علم التربية الإسلامية وعلوم الشريعة، ثم تقديم تطوير مقترح للبناء المعرفي لعلم التربية الإسلامية في ضوء علاقته بعلوم الشريعة.