طبعة ثانية
إذا كان أُنس هذا الإنسان وسعادة قلبه ولذة روحه هو في التواصل، وكان تواصله بمن يحب وما يحب محفوفًا بكل هذه المنغِّصات الممضَّة والأحزان الـمُوجعة، كفراق الأحباب، وطوارئ تغير أحوالهم، وفناء اللذات، وموت الصداقة في نفوس الأصدقاء، وتشظي الأسرة، وغير ذلك.. فهل سيبقى حياتَه تعيسًا يطارده الإحساس العميق بالضياع؟ وما الطريق إلى الوصالِ السرمدي والسكونِ الأبدي؟ جوابًا على هذه السؤالات الملحَّة جاءت هذا الفصول التأمُّلِيَّة والتي أسميتها “التامور .. حنين القلب إلى السماء”، والتَّامور هو غشاء رقيقٌ يحيط بقلب الإنسان من كلِّ نواحيه، ليعطيه مجالًا رحبًا للتحرك دون أن يتعرض لأذى الاحتكاك، فهو كالجدار الواقِي للقلب الإنساني، وأرجو أن تكون هذه الرسالة اليسيرة وقايةً معنوية لمن قرأها بعين التأمُّل والتدبّر.